روائح المدينة 2
حسين الواد
مدينة الروائح، يا صاح ! مسرح أبطاله الروائح... أبطاله أشباح. كيف تـُرى الأشباح ؟خذ من الزمان قطعة، من المكان قطعة، لتصنع المقام. زد عليها نفـّة من سالف الأحداث. تمتمْ عليها قولة ؛ يا ساحر الكلام ! لتصنع المقال. حرّك خليك جيّدا لتصبح المقالة كالروح للمقام، يستقمْ لك الخليط مقامة أبطالها أشباح.في المدينة إذن وحدة المكان، لا كوحدة المسارح في القديم ؛ في مسرح الرواية رحيل في معالم المكان والزمان، من المدينة إلى المدينة ومن الزمان إلى الزمان : قديم حالم صادق، ووسيط يقظ غارق، وحديث كاذب واعد مُصبح على زئبق قالت ؛ رحلة راو راحل, منفيّ مُنـْبـَتّ.. تطارده الروائح كالأرواح